أحبّ المناسبات التي تحلّ في أكتوبر أنا.... أو هو أُتكوبر كما تقول أمي وجدتي....
لطالما ارتبط هذا الشهر عندي بما يسمى قوايل الرمان وقوايل السفرجل... وكذلك بموسم الزردة.... حقا أشتاق أجواء الزردة.... وكسكسي العلوش الذي يزينه "الرمان الاحمر دم".... لكن عادة ما تعقب الايام الأولى موجة من البرد.... الجميل هذه السنة أنّنا نعدّ لانفسنا موسما جديدا... موسم التأسيسي.... لا شك أن برد أواخر "أُتكوبر" سيصاب باحباط شديد.... ستكون الساحة سااااااااااااااااخنة ولن نحتاج "فيم محمصة مدبشة ومحرحرة".... ربما علينا التزود من الآن ببراميل من الـ"ليموناضه" المثلجة ^_^
dimanche 2 octobre 2011
samedi 1 octobre 2011
أمس غبنونا... واليوم نتلقى الوعود... والغد لناظره قريب أو رفرفي يا حمامة... ولا يهمك في الصياده
مازلت أذكر تلك المرأة المسنة التي تابعت حواري مع احدى الفتيات ونحن في الحافلة من الوسلاتية
إلى تونس... كنا نتحدث عن تقدم مستوى الطب لدينا مما جعل تونس قبلة أهالي البلدين المجاورين لها لاجل العلاج...
فجأة قالت المرأة: بنيتي عمري فوق السبعين وما نعرف من سبيطاراتنا كان قرطاس حرابش ودبوزة سيروم وطابلية مفاتل وزرارق البينيسلين... كان شكيت براسي والا برجلي... كان شكيت بكرشي والا بظهري... كان شكيت بقلبي وإلاّ بعيوني... وينو الطبّ المتطور؟؟ ووينها ها الخدمات اللي تحكو عليها...؟؟؟؟؟؟
لا أخفيكم أنّي شعرت بالخجل منها... من سنوات عمرها... من تجاعيدها ومن حجم احباطها في هذا البلد
قلت لها: الطبّ المتطور اليوم في المصحات الخاصة لمن يملكون المال... انه سلعة سياحية موجهة للاجوار وليس لنا نحن
وحتى في مستشفياتنا... نحتاج إلى وساطة حتى يكتب لك الطبيب على صور أشعة وتحاليل.... ولا يهرعون إليك إلا متى صارت حالتك شبه ميؤوس منها... وحتى في هذه الحالة نحتاج دفع مبلغ قد لا نقدر عليه بالاضافة إلى ضرورة اشتراكك في نظام التأمين على المرض
قالت المرأة: بنيتي ما عنديش التأمين... عندي الكرني متاع الشؤون الاجتماعية أكاهو
قلتلها: اميمتي أنا وانتي وأغلب اللي معانا في الكار واللي تشوف فيهم في زناقي الحومة ونهارة السوق في مرشي الخضرة ورحبة السعي الكلنا كيف كيف... اللي عندو نظام تأمين ضعيف... اللي كيفك عطاوه كرني مجاني... واللي كيفي بلا حتى شيء وكأنو لقيط في ها البلاد... وأحنا يا اميمتي نعرفو من الطب التونسي قد اللي في مكاتبنا
اليوم وأنا أراقب السباق على أشده بين الأحزاب اأتذكر تلك المرأة... وأقول في نفسي... هل كتب علينا أن نفخر بتقدم الخدمات الصحية في تونس وقدرتها على افتكاك مكانة لها في السياحة دون أن نتمتع يوما بها؟؟؟
هل سنبقى دائما نتحدث عن شيء لم نره ولا نحن خبرناه وكأننا العجائز في حديثهن عن جنة قيل أنها من نصيب الصابرين والمتعففين حتى لو كان بهم مرض وألف ألف ألم ووجع؟؟
الاحزاب اليوم تلوح ببرامج رائدة في مجال التأمين الصحي... فهل عليّ أن أكون الطيبة حد الغباء لاصدق أن كلامهم لن يبق حبرا على ورق كما كان كلام من سبقهم؟؟؟
هل عليّ أن أعتبر وعودها شيكا ممضيا على بياض وأن أبدأ الآن في تسجيل مطالب البسطاء والفقراء وكلّي ثقة في أني حين أحمل هذا الشيك سأجد مؤسسات تترجمه لي في شكل خدمات تحترم انسانيتي وانسانية الملايين من أبناء هذا الوطن؟؟؟
وأنت أيّها المواطن... ماهو مشروعك للغد إن بقي العلاج الطبي مجرد تقدم نقرأ عنه في الجرائد ونفتخر به لانه تونسي دون أن يكون موجها لك؟؟؟؟
زمان قتلي جدتي... "ريضي بنيتي... الرياض باهي... راهو كان ما رفرفت الحمامة ما يفيقو بيها الصيادة
فأجبتها: جدتي الحمامة لازمها ترفرف... عندها جوانح... وإذا قصتهم وتخبت خوف من الصيادة لا باش تحلق في سماها ولا باش تشوف ربيع ولا حتى في الصيف تنجم تجيب القمح ولا تنجم من ثنايا الغابة تجمع قش وتبني عش
والآن أتذكر كلماتي وأنا طفلة... وأقول: تبّا للتربية على الخوف والاستسلام...
لولاها ما استبد المستبدون ولا ركب الراكبون... ولا عاشت الملة محرومة من الغلة وخيرها ماشي لغيرها وهي "تغزغز في الغومقترلي" وتغني على غبينتها
------------------------
شروحات:
سبيطار= مستشفى
قرطاس حرابش= كيس ورقي فيه أقراص الاسبرين أو أقراصا مضادة للالم
سيروم= قنينة دواء/ شراب
طابلية مفاتل= قالب تحاميل/لويحة تحاميل
زرارق البنيسيلين= حقن البينيسيلين
تغزغز في الغمقترلي= بمعنى تتآكل نفسها كمدا... أو تجتر الوهم
غبينتها= غبنها وحرمانها
رفيقة الآن/هنا
إلى تونس... كنا نتحدث عن تقدم مستوى الطب لدينا مما جعل تونس قبلة أهالي البلدين المجاورين لها لاجل العلاج...
فجأة قالت المرأة: بنيتي عمري فوق السبعين وما نعرف من سبيطاراتنا كان قرطاس حرابش ودبوزة سيروم وطابلية مفاتل وزرارق البينيسلين... كان شكيت براسي والا برجلي... كان شكيت بكرشي والا بظهري... كان شكيت بقلبي وإلاّ بعيوني... وينو الطبّ المتطور؟؟ ووينها ها الخدمات اللي تحكو عليها...؟؟؟؟؟؟
لا أخفيكم أنّي شعرت بالخجل منها... من سنوات عمرها... من تجاعيدها ومن حجم احباطها في هذا البلد
قلت لها: الطبّ المتطور اليوم في المصحات الخاصة لمن يملكون المال... انه سلعة سياحية موجهة للاجوار وليس لنا نحن
وحتى في مستشفياتنا... نحتاج إلى وساطة حتى يكتب لك الطبيب على صور أشعة وتحاليل.... ولا يهرعون إليك إلا متى صارت حالتك شبه ميؤوس منها... وحتى في هذه الحالة نحتاج دفع مبلغ قد لا نقدر عليه بالاضافة إلى ضرورة اشتراكك في نظام التأمين على المرض
قالت المرأة: بنيتي ما عنديش التأمين... عندي الكرني متاع الشؤون الاجتماعية أكاهو
قلتلها: اميمتي أنا وانتي وأغلب اللي معانا في الكار واللي تشوف فيهم في زناقي الحومة ونهارة السوق في مرشي الخضرة ورحبة السعي الكلنا كيف كيف... اللي عندو نظام تأمين ضعيف... اللي كيفك عطاوه كرني مجاني... واللي كيفي بلا حتى شيء وكأنو لقيط في ها البلاد... وأحنا يا اميمتي نعرفو من الطب التونسي قد اللي في مكاتبنا
اليوم وأنا أراقب السباق على أشده بين الأحزاب اأتذكر تلك المرأة... وأقول في نفسي... هل كتب علينا أن نفخر بتقدم الخدمات الصحية في تونس وقدرتها على افتكاك مكانة لها في السياحة دون أن نتمتع يوما بها؟؟؟
هل سنبقى دائما نتحدث عن شيء لم نره ولا نحن خبرناه وكأننا العجائز في حديثهن عن جنة قيل أنها من نصيب الصابرين والمتعففين حتى لو كان بهم مرض وألف ألف ألم ووجع؟؟
الاحزاب اليوم تلوح ببرامج رائدة في مجال التأمين الصحي... فهل عليّ أن أكون الطيبة حد الغباء لاصدق أن كلامهم لن يبق حبرا على ورق كما كان كلام من سبقهم؟؟؟
هل عليّ أن أعتبر وعودها شيكا ممضيا على بياض وأن أبدأ الآن في تسجيل مطالب البسطاء والفقراء وكلّي ثقة في أني حين أحمل هذا الشيك سأجد مؤسسات تترجمه لي في شكل خدمات تحترم انسانيتي وانسانية الملايين من أبناء هذا الوطن؟؟؟
وأنت أيّها المواطن... ماهو مشروعك للغد إن بقي العلاج الطبي مجرد تقدم نقرأ عنه في الجرائد ونفتخر به لانه تونسي دون أن يكون موجها لك؟؟؟؟
زمان قتلي جدتي... "ريضي بنيتي... الرياض باهي... راهو كان ما رفرفت الحمامة ما يفيقو بيها الصيادة
فأجبتها: جدتي الحمامة لازمها ترفرف... عندها جوانح... وإذا قصتهم وتخبت خوف من الصيادة لا باش تحلق في سماها ولا باش تشوف ربيع ولا حتى في الصيف تنجم تجيب القمح ولا تنجم من ثنايا الغابة تجمع قش وتبني عش
والآن أتذكر كلماتي وأنا طفلة... وأقول: تبّا للتربية على الخوف والاستسلام...
لولاها ما استبد المستبدون ولا ركب الراكبون... ولا عاشت الملة محرومة من الغلة وخيرها ماشي لغيرها وهي "تغزغز في الغومقترلي" وتغني على غبينتها
------------------------
شروحات:
سبيطار= مستشفى
قرطاس حرابش= كيس ورقي فيه أقراص الاسبرين أو أقراصا مضادة للالم
سيروم= قنينة دواء/ شراب
طابلية مفاتل= قالب تحاميل/لويحة تحاميل
زرارق البنيسيلين= حقن البينيسيلين
تغزغز في الغمقترلي= بمعنى تتآكل نفسها كمدا... أو تجتر الوهم
غبينتها= غبنها وحرمانها
رفيقة الآن/هنا
Inscription à :
Articles (Atom)