mercredi 16 novembre 2011

كان موش الجريّدة... ما يحصل العصفور








أول مرة نعرف اللي الجراد نظيف وفيه فايدة كبيرة...؟؟؟
توا بديت نفهم علاش ناس قبل كانو يشويو الجراد الكبير السمين وياكلوه....

صحة وفرحة للي باش ياكلو...
لكن للاسف المشوي يظهرلي باش يكون الاتحاد اللي يحبو يحرقوه...
أما جراد تحلتلو السماء وعاهدكم بيه يطير...

وزغردو آ نساوين بعد مسلسلات الحكام أهم من الشعوب تتابعون فيلم جراد أكبر من الاتحاد


رفيقة// تونس/// موسم الجراد

في التدمير القادم من الداخل














في حوار لي مع صديق عقلي وروحي عبّر بحسرة عن أزمة لم أعيها جيدا يومها...
اليوم أعلن أني مؤمنة بها وأن إيماني هذا تعادله حسرة كبرى أحسها الآن وستلازمني ما حييت


قال رمزي صديق عمري:

الازمة يا رفيقة تكمن في مئات من الشباب والكهول ممن لم يمسكوا بين أيديهم كتابا يوما ولا حاولوا أن تكون لهم مرجعيات غير البرنامج المدرسي ونشرة الاخبار الهجينة ولا حتى خاض أي منهم تجربته في الحياة كما ينبغي للتجارب أن تُعاش وذلك طبعا هو الجانب الخفي لبذرة التدمير الذاتي التي زرعتها في الناشئة الانظمة الاستبدادية على مدى السنوات، المشكلة اليوم أنّ كل من هؤلاء يجلس خلف جهاز ويتجول بين صفحات هي من انجاز نسخ عنه وكل منهم يكتب ويحاول حشد الجموع، لشيء ما لا أستطيع أن أسميه فكرة، وكل واحد تتوالد عنه خلال أيام نسخ مشوهة أخرى وهكذا تتكاثر صفحات وصفحات يتابعها كثيرون ويجعلون منها مصدر معلوماتهم والآمر بتحركاتهم... أمّا الوعي فلا محل له...

وهذه هي الأزمة الحقيقية، تكنولوجيا المعلومات المتطورة بين أيدي من يتصورون أنهم امتلكوا الحقيقة والحكمة ويرون أن لا شيء يستدعي أن يبحثوا أو يصححوا معلوماتهم إنها أزمة الدمار الذاتي الذي يتهددنا يا رفيقة والتي يتعبني التفكير في ايجاد طريقة لتلافيها أو لانقاذ شعوبنا منها... من يمتلك اليوم مشروعا لنشر الوعي، مشروعا واقعيا وفعليا؟؟؟

المصيبة الأخرى أنه بدعوى أن هذا الشباب قد فجر الثورات يتشدق كل السياسيين بعبارة "شباب لا خوف عليه"... وغدا سيقولون عنه شباب تنقصه الأخلاق...

لكن لا أحد سيشير للوعي... فالوعي يخافه أصحاب الأحلام السلطوية وعبدة الكراسي.




رفيقة/// هنا/// زمن الخوف علينا منا

-----------
رابط الصورة المصاحبة:
http://fc06.deviantart.net/fs71/i/2011/183/d/9/autodestruction_0_1_by_victim_l-d3kqluq.jpg

تكرار




كثيرون يستهجنون التكرار... ذلك طبيعي جدا
-----


أنا أحبه أحيانا.... فهو ليس على هذه الدرجة من السوء التي يروّج لها البعض...
أرى أنه يسمح لي بمراجعة نفسي ولي فيه مآرب أخرى أيضا، تبدأ من التأكيد على أهمية الفكرة والتذكير بها، علّ الذكرى تنفع يوما،... وتنتهي إلى التنصيص على غباء بعض من يعانون صمم المعاني وعوز الانسانية وقصور البصيرة وتشوه التدبير وفقر الضمير... ولكنهم رغم ذلك يعتلون المنابر وفي الجموع يخطبون.
-----


أنا هنا لا ألوم عليهم.... لكل الحق في ابراز مواهبة الخطابية حتى وإن كانت نباحا...
أنا فقط أريد أن أسأل المتسمرين في الساحة يسمعون:
ألا تخشون على أذواقكم من التلوث؟؟؟
ألا تحسبون لعدوى الغباء حسابا؟؟؟

-----
رفيقة// فضاءالمتكلمين ولا من يسمع// الآن





حلّ الصرّة تلقى انتقام



كلّ ما في الحكاية أن الــ8 تنتقم من الـ7 التي سحبت من تحتها البساط أمس، لذلك... تمّ تحويل 17 إلى 14 أوّلا وتم تناسي 2008 لصالح 2011 ثانيا... وها قد حان وقت تركيز أسس الـ6...
-----


همستي: كانوا فالح راو جاء من البارح... السارق سارق... يتولد سدوسي والا سبوعي والا حتى ثموني... مشوّه... مشوّه....




رفيقة// هنا// الآن


ودور يا زربوط


بن علي... قال: الشباب هو الحل وليس المشكلة... وفي السنة الدولية
للشباب التي كانت ببادرة منه قال عن كل من خرج باحثا عن حل: مخرب وملثم... نكرة كان الحل الذي احتفى به لمجرد اكتشافه أن كائن ناطق وليس أبكم كما أوهموه أو كما غلطوه
-----------



الغنوشي قلب الآية: قال أننا شباب غير واع ولديه استعداد لبيع البلاد... وبمجرد أن فتح له فعلنا غير الواعي الابواب قال أننا وعي ونور وثورة وهاهم خدمه يسارعون اليوم للاستيلاء على مفاصل الدولة من أجل تركيز مشروع برمجة تربوية تعليمية ثقافية تتماشى مع أهداف خلق ببغاوات ولا فكر
-----------



همستي: من لم يتعلم من تجارب من سبقوه لن يحتاج لمن "يغلطوه" أساسا هو داخلها فركة وعود حطب وغالط... غالط... وخاسر مهما عطاتو الكارطه... والكارطه من زمان حدثوني عليها تعطي للغفاص...

ودور يا زربوط دور
-----------


رفيقة// هنا// الآن// فحسب

mardi 15 novembre 2011

"والـــو"

























لقد كنت أعدّ نفسي يوميا لأتلو عن ظهر قلب كل حكاياتي الصغيرة
غير أني كنت أختم أيامي بكذبة صغيرة عمرها همسة وكلمة غريبة:

"والو"


كذبت أنا وأنت... صدقت
نعم لقد صدقت حين مارست -كعادتك- الصمت المقيت


كنت صادقا جدا في كلّ ما لم تقله يوما

وكنت ُ أنا الكاذبة في كلّ مرة دفنت فيها تفاصيل تشتاق الكلام وقلت:

"والو"


كنت صادقا حد النخاع حين كنت ذاتك فحسب
وكذبت أنا حين حاولت، نكاية في صمتك، أن أكون غيري


ولأن الكذب جريمة لا تغتفر... فقد عاقبتني الساكنة أعماقي
عاقبتني بفقدانها...


أنا ... مذ لم أجدها... لم أعد أعرفني


لقد غادرتني.... تركتني وحدي وحيدة
انتقمت مني لأني كذبت -كثيرا- انتقاما من الصمت


غادرتني..... لقد... غــــــــادرتــني
تركتني وحدي وحيدة وما بقي فيّ سوى:

"والو"


------
ر.ميم/// صباح ليلة لم تذق من النوم إلاّ "والو"///هنا

Lundi 15/11/2011

lundi 14 novembre 2011

من يحقن دمي وشرف لقمتي يحفظ؟




ما جدوى أن أرفع اليوم يديّ بالدعاء لساكن السماء كي ينزل المطر
أو أن أنقي زرعي من صخور ترزح تحت ثقلها براعم الربيع المنتظر
فبذور أرضي من وراء البحار تأتيني وقمحي مسلوب و"النادر" محروق
المحراث يؤجره لي نسيب السلطان وله أدفع ثمن ماء وليد بئري
وبعد الحصاد سأرهن أقراط جدتي كي أدفع ثمن أكياس ظلت فارغة
بأرضي يقامر الأمراء ونحو ثمر شجرها يوجهون نبالهم حين يمارسون هواية الرماية
بزيت زيتوني ترطّب الجارية قدميها لترقص لولي نعمتها
وأولادي قد تشققت بشرتهم قحطا وجوعا
خبزي هو اللقيط يا حامي الدين ولقمتي اليوم مسبية
وما من نصّ في كتابك يحرّم الزنا بقوت أطفالي
أو يحقن دمي حين عن شرف كسرتي أدافع

------
رفيقة// موسم الخلافة السادسة// هنا
Lundi 14/11/2011





------
رفيقة// موسم الخلافة السادسة// هنا

حلم "آجُورَا" في زمن "الغُورَه"



الحلم! إنّه حق مشروع تكفله لنا إنسانيتنا، وقد علّمنا الأوّلون أن الحلم إمكان حقيقة ما لم يكن الخذلان، فمن خذلنا وعلى الحلم أغار؟ تبا للمتشابهات المتنافرات تمتهن، في اللغات، عقوق المعنى! أهدينا العمر لحلم "آجُورَا" وما وجدنا إلاّ "الغُورَه" ثقافة متجذّرة فينا ومنهج حياة وعنوان ممارسة للوجود!


أمس، أغار الحكام على كرامتنا والأحلام تحت مسميات "دولة القانون والمؤسسات والتعددية الحزبية والحوار الشفاف، وأوهمونا أنّنا نخوض حياتنا في جوّ "آجُورِيّ" وحين اكتشفنا زيف ما يقولون وتأكّدنا أن كلامهم السمّ دُسّ لنا في الدسم، ناشدنا الرفض بداخلنا التجلّي، فكان القمع ميلاد قهر في زمن "الغُورَه" وصعقتنا المسافات الفاجعة قائمة دوننا وحلم "آجُورَا". تقلّبنا بين الصمت والتململ والاستنكار واحتاجت منّا الـ"لا" هدر السنوات تلو السنوات، من عمرنا الجميل، حتى تولد.


وحان وقت الصرخة، وصرخنا! كإعصار، كطوفان...!
حين كنت وسط الجموع الغاضبة يوم الرابع عشر من يناير 2011، شعرت أن للغضب طعم الفرح والحياة، تلونت رعشة وجهي والصوت بين البهجة واشتهاء الدمع... يــاه كنّا كلّنا هناك، كل منّا جاء ومن أعماقه يتفجّر صوت عائلة وربما قرية نائية وكثير من الأصدقاء. يومها شعرت أن كل فرد منا هو صوت جَمْعِيّ أقوى من أن يضيع صداه في المدى، بل إنّ المدى صار امتدادا للصوت والحلم، حينها راودني الحلم من جديد، أينع بداخلي وكأنه بذرة غازلت الحرية ترابا يحضنها فقررت أن تبزغ نُشْدَانًا للميلاد، للحياة. وحدثتني الساكنة أعماقي بأنّ هذا الشارع سيشهد ميلاد ثقافة "آجُورَا" وترسّخها فينا.


لكن... تبا للأخوات الزائفات في اللغات!


أفنينا العمر في الحلم بثقافة "آجُورَا" فإذا بنا شتات يفسح المجال لثقافة "الغُورَه"، واستيقظنا غداة ميلاد الربيع لنتبيّن أنّ الحلم تبخّر، وأنّ المسافات بعدها سحيـــقة، يا لفجائعية الساحة! لا قمح في الحقل ولا حرمة لدم التراب ولا هيبة لشعب المعاول والأقلام! إنّ لثقافة "الغُورَه" في زمننا ألف ألف حارس وأطنان من حديد ونار، وإنّ القائمين على حماية عرشها أكثر من أن ترعبهم انتفاضة الجموع.


قررنا ذات طفرة انتشاء أن نغيّر الأسماء ولم ننتبه أنّ الحلم يحتاج آليات فعل أقوى من مجرّد إنزال لافتة وصورة. اللعنة! المشهد هو ذاته، لكن بمسميات جديدة: "ثورة 14 المجيدة" و"شهدائنا الأبرار" و"إرادة الشعب"... وهاهي "الغُورَه" في أبهى حللها تُمارَس اليوم في ساحة أردناها "آجُورَا" فما أمسكت أصابعنا سوى رمل الحلم وسراب الحق، من كلّ صوب طلع علينا المتكلمون باسم الشعب وما من أحد فيهم يهمه الشعب ولا إرادته.


يا لغَيّها الأخوات الخائنات في اللغات!


تخون أصوات الكلمات، اليوم، المعنى وتسوق إلى المقصلة الحلم، ولهواة الانتظار ألف عذر لمنعنا من الصراخ ولعزل الرافضين وتفريقهم. وإمعانا في الفعل "الغُورَوِيّ"، قام بيننا أحد وجوه زمن "الغُورَه" خطيبا، وأعلن أنه "زمن الصدق في القول والإخلاص في العمل"! تنظر حولك لا صدق في الساحة ولا العمل كائنٌ! غير أنّه قد هزّ أرجاء المكان تصفيق المبايعين! وللتصفيق كيمياء سحرية، تخمد جذوة تغالب الانطفاء، وتحكم على الجموع بالعودة إلى عصر القطيع، وحين الصف الأول يصيح "بَعْ بَعْ" تردد الجموع "بَعْ بَعْ".


تسري المرارة في الدماء، رِجْلٌ ثابتة وأخرى تحاول رسم اتجاه الخطوة! الحيرة تحاصرنا والخيبة تتهددنا، أهي قفزة إلى الأمام؟ أم هي خطوة للوراء باسم التريث؟


الانسحاب عارٌ وقوى التنويم تُغِيرُ على شعب طيب ينشد الاستقرار، فهذا القائم على مصالح الربّ في الأرض يدعو لاستبدال الحياة بالآخرة وإلا فالقصاص! وذلك حامي مصالح الخونة يدعو لاعتزال ساحات التعبير وإلا فالجوع! وذاك حارس هيبة، لا تتحقق إلا بإذلال الشعب، يدعو إلى الصمت وإلا فالسياط! كلّ له مهمته "الغُورَوِيّة"! ونحن؟ من نحن؟ هل أنّنا شعب المفاعيل لكلّ حق الفعل فينا وكأن أرحام أمهاتنا مشوهة لا تنجب الفواعل.


الحلم إمكان حقيقة، لكن لولاه الخذلان! فمن خذل الحلم فينا؟ وأيّ سبيل للخلاص"؟


"ثورة الشعب" اليوم تنشد الاكتمال، والاكتمال يحتاج "شعب ثورة" يتحلى "بآخلاق آجُورِيّة"، يكون فعله قائما على وعي يرفض الفتنة والمتاجرة بالثوابت ولا يبايع على الخيانة و"الغُورَه" مهما كان حجم الضغوطات أوالمغريات.



ملاحظات:
-------

* آجُورَا: والبعض يكتبها "آغورا" ساحة آثينا القديمة وهي رمز الحوار الحضاري البناء، فيها وُلِد حلم تشريك الشعب في الحكم، ومنها اشتققت "آجُورِيّ" و"آجُورِيّة".

**الغُورَه: كلمة تونسية تعني أن يغتصب أحدهم ما ليس من حقه ومنها اشتققت "الغُورَوِيّ" و"الغُورَوِيّة".

*** الأخوات الخائنات/الزائفات والمتشابهات المتنافرات هي مصطلحات تُرْجُمِيّة تعبر عن كلمتين من لغتين مختلفتين تتشابهان صوتيا وتختلفان في المعنى حد التناقض أحيانا.

****
المقال نشر سابقاعلى موقع بيت التحرير


رفيقة بنت علي منتصري
dimanche 12 juin 2011, 20:25:00


vendredi 11 novembre 2011

إجابة بالسواك الحار وفي رواية أخرى: هذا التقتاقو ومازال الدقداقو




السؤال الذي تتلاقفه الصفحات المساندة للأحزاب الرابحة في برومسبور التأسيسي:

أين هي الديمقراطية التي كسرتولنا روسنا بها قبل الانتخابات؟

------

إجابتي:

-----


أولا:


لنتفق على أمر: أنا مواطنة تونسية ولست ناطقة باسم أي حزب ولا أنتمي لأي حزب ولن أنتمي، أحافظ على صوتي حرا كي أكون دائما عين الشعب على كل الاحزاب، منهجي في العمل تعرية الاخطاء وليس التصفيق

------

ثانيا:

الديمقراطية تعني أن تكون الساحة مفتوحة لكل من احتج على الخروقات التي حفت بالعملية الانتخابية

الديمقراطية تضمن لي حق أن أقول أنا أرفض الحزب الفلاني وأن يحترم الآخرون رأيي كما احترمت حقهم في مساندة هذا الاتجاه أو ذاك

الديمقراطية تعني أن أواصل الكتابة وأن أمارس النقد الذاتي لمجتمع أنا عنصر منه دون أن أجد ألف كائن "غير مفكر" يتشعبطون في وجهي وهم واقعون تحت تأثير زعماء البرمجة العصبية اللغوية

الديمقراطية أن أضمن حقي في التواجد والحياة دون أن يكون عرضي أو قلمي أو جسدي في خطر

الديمقراطية أن أقول الشعب اختار وأنا أحترم اختياراته دون أن يمنعني ذلك من مناقشة الوعي الجمعي لمجتمع أنتمي إليه

الديمقراطية هي أن يحترم قارئي نفسه ويتوقف عن ممارسة تصرفات تكشف ازدوجية مقيتة، فلا داعي لأن يصفني بالحكمة حين يعجبه رأيي ولا داعي أيضا ليصفني بالحاقدة حين أقول أن هناك مليون و600 ألف أمي توجهوا لصناديق الاقتراع

الديمقراطية هي أن تقبلني صديقتي التي دافعت على حجابها أمس وأن لا تشيح عنيّ بوجهها اليوم

الديمقراطية هي أن يعي آخري أنه لي الحق في الوجود وفي التعبير عن رأيي حتى ان كنت كائنا وحيدا أعزل


------------------
رفيقة/ الآن/ هنا.... رفيقة كما هي/// رفيقة الثابتة/// ولي عودة

Tuesday, October 25, 2011 at 4:00pm


في المشهد متسع لقهوة



سأشرب قهوتي كل يوم... بذات التأني


سأترشفها حنظلة حنظلة.... وأفكرّ بهدوء


لا شيء يستعدي الاستعجال


لا يدي على زناد السلاح حتى يكون للثانية حق تقرير المصير


ولا أكياس النقد تملأ بيتي كي أحتاج عدادا أتوماتيكيا...


ولا حتى النفظ ينزّ من أرضي كي أستنجد بخبير اقتصادي أو داهية أو إمام ليشير علي أيّ الطرق أقصر للوصول إلى مجد كرسي عائم فوق محيطات من دماء


أملك كلّ الوقت لأتأمّل كل المسرحيات ولأفكّك تعقيدات الحبكة الدرامية لخريف أسميناه تورية ربيعا


أملك كل الصباحات... كلّ المساءات... وما بينهما من زمن نور ونار كي أصف كل الدمار... كي أكشف جذور العار


لا شيء يستدعي الاستعجال


سألقم فنجاني بقهوة أخرى... فلي كل الوقت كي أترشفها بعد أن يحكم عليها شرودي بالبرد ولي كل الوقت كي أفكر وأكتب


أنا التي لم تخترني رصاصة... ولم تحمّلني زنزانة وصايا الجدران الحزينة
مازال لدي متسع من الوقت كي أسمي الأشياء بأسماءها


لكن لا وقت لدي للتنميق... لا متسع البتة لكل عمليات التجميل المقترحة


القهوة سوداء مرة... والحقيقة ليست حليبا


كل الحقائق لها لون الدم... كل الحقائق لها صوت النحيب وشكل الاشلاء واللحم الممزق


فما نفع الرداء الاسود وأي قيمة للثوب الابيض اليوم؟؟


لا شيء قد يخفي الأحمر... فالأحمر رائحة أيضا




رفيقة// المشهد الفاجع// الآن/هنا




Friday, November 11, 2011 at 6:12pm

dimanche 2 octobre 2011

أتكوبر وما اندراك ما أتكوبر

أحبّ المناسبات التي تحلّ في أكتوبر أنا.... أو هو أُتكوبر كما تقول أمي وجدتي....
لطالما ارتبط هذا الشهر عندي بما يسمى قوايل الرمان وقوايل السفرجل... وكذلك بموسم الزردة.... حقا أشتاق أجواء الزردة.... وكسكسي العلوش الذي يزينه "الرمان الاحمر دم".... لكن عادة ما تعقب الايام الأولى موجة من البرد.... الجميل هذه السنة أنّنا نعدّ لانفسنا موسما جديدا... موسم التأسيسي.... لا شك أن برد أواخر "أُتكوبر" سيصاب باحباط شديد.... ستكون الساحة سااااااااااااااااخنة ولن نحتاج "فيم محمصة مدبشة ومحرحرة".... ربما علينا التزود من الآن ببراميل من الـ"ليموناضه" المثلجة ^_^

samedi 1 octobre 2011

أمس غبنونا... واليوم نتلقى الوعود... والغد لناظره قريب أو رفرفي يا حمامة... ولا يهمك في الصياده

مازلت أذكر تلك المرأة المسنة التي تابعت حواري مع احدى الفتيات ونحن في الحافلة من الوسلاتية
إلى تونس... كنا نتحدث عن تقدم مستوى الطب لدينا مما جعل تونس قبلة أهالي البلدين المجاورين لها لاجل العلاج...

فجأة قالت المرأة: بنيتي عمري فوق السبعين وما نعرف من سبيطاراتنا كان قرطاس حرابش ودبوزة سيروم وطابلية مفاتل وزرارق البينيسلين... كان شكيت براسي والا برجلي... كان شكيت بكرشي والا بظهري... كان شكيت بقلبي وإلاّ بعيوني... وينو الطبّ المتطور؟؟ ووينها ها الخدمات اللي تحكو عليها...؟؟؟؟؟؟

لا أخفيكم أنّي شعرت بالخجل منها... من سنوات عمرها... من تجاعيدها ومن حجم احباطها في هذا البلد

قلت لها: الطبّ المتطور اليوم في المصحات الخاصة لمن يملكون المال... انه سلعة سياحية موجهة للاجوار وليس لنا نحن

وحتى في مستشفياتنا... نحتاج إلى وساطة حتى يكتب لك الطبيب على صور أشعة وتحاليل.... ولا يهرعون إليك إلا متى صارت حالتك شبه ميؤوس منها... وحتى في هذه الحالة نحتاج دفع مبلغ قد لا نقدر عليه بالاضافة إلى ضرورة اشتراكك في نظام التأمين على المرض

قالت المرأة: بنيتي ما عنديش التأمين... عندي الكرني متاع الشؤون الاجتماعية أكاهو

قلتلها: اميمتي أنا وانتي وأغلب اللي معانا في الكار واللي تشوف فيهم في زناقي الحومة ونهارة السوق في مرشي الخضرة ورحبة السعي الكلنا كيف كيف... اللي عندو نظام تأمين ضعيف... اللي كيفك عطاوه كرني مجاني... واللي كيفي بلا حتى شيء وكأنو لقيط في ها البلاد... وأحنا يا اميمتي نعرفو من الطب التونسي قد اللي في مكاتبنا

اليوم وأنا أراقب السباق على أشده بين الأحزاب اأتذكر تلك المرأة... وأقول في نفسي... هل كتب علينا أن نفخر بتقدم الخدمات الصحية في تونس وقدرتها على افتكاك مكانة لها في السياحة دون أن نتمتع يوما بها؟؟؟

هل سنبقى دائما نتحدث عن شيء لم نره ولا نحن خبرناه وكأننا العجائز في حديثهن عن جنة قيل أنها من نصيب الصابرين والمتعففين حتى لو كان بهم مرض وألف ألف ألم ووجع؟؟

الاحزاب اليوم تلوح ببرامج رائدة في مجال التأمين الصحي... فهل عليّ أن أكون الطيبة حد الغباء لاصدق أن كلامهم لن يبق حبرا على ورق كما كان كلام من سبقهم؟؟؟
هل عليّ أن أعتبر وعودها شيكا ممضيا على بياض وأن أبدأ الآن في تسجيل مطالب البسطاء والفقراء وكلّي ثقة في أني حين أحمل هذا الشيك سأجد مؤسسات تترجمه لي في شكل خدمات تحترم انسانيتي وانسانية الملايين من أبناء هذا الوطن؟؟؟

وأنت أيّها المواطن... ماهو مشروعك للغد إن بقي العلاج الطبي مجرد تقدم نقرأ عنه في الجرائد ونفتخر به لانه تونسي دون أن يكون موجها لك؟؟؟؟

زمان قتلي جدتي... "ريضي بنيتي... الرياض باهي... راهو كان ما رفرفت الحمامة ما يفيقو بيها الصيادة

فأجبتها: جدتي الحمامة لازمها ترفرف... عندها جوانح... وإذا قصتهم وتخبت خوف من الصيادة لا باش تحلق في سماها ولا باش تشوف ربيع ولا حتى في الصيف تنجم تجيب القمح ولا تنجم من ثنايا الغابة تجمع قش وتبني عش

والآن أتذكر كلماتي وأنا طفلة... وأقول: تبّا للتربية على الخوف والاستسلام...
لولاها ما استبد المستبدون ولا ركب الراكبون... ولا عاشت الملة محرومة من الغلة وخيرها ماشي لغيرها وهي "تغزغز في الغومقترلي" وتغني على غبينتها

------------------------
شروحات:

سبيطار= مستشفى
قرطاس حرابش= كيس ورقي فيه أقراص الاسبرين أو أقراصا مضادة للالم
سيروم= قنينة دواء/ شراب
طابلية مفاتل= قالب تحاميل/لويحة تحاميل
زرارق البنيسيلين= حقن البينيسيلين
تغزغز في الغمقترلي= بمعنى تتآكل نفسها كمدا... أو تجتر الوهم
غبينتها= غبنها وحرمانها


رفيقة الآن/هنا